التصديق في حقيقة واحدة أو عدة حقائق

تؤمن بعض الديانات بصحة دين واحد، بينما يعتقد البعض أن هناك ديانات صحيحة متعددة. فكيف نحل هذه المشكلة؟

فعلى سبيل المثال يؤمن بعض الناس أن ديانتهم الشخصية صحيحة بالإطلاق وعلى وجه الحصر، وأن الديانات الأخرى باطلة، ولكن التديُّن قضية شخصية خاصة، وبالتالي فكل ما يؤمن به المرء ويتبعه مصدره في الواقع الدين الوحيد بالنسبة له. لكن فيما يتعلق بالعديد من أحبائي الذين يعتقدون بوجود دين حقيقي وحيد لكل الناس، فالواقع يدل على أن هناك أديانًا وحقائق متعددة في العالم، ومن الواجب علينا أن نقر بهذا الواقع، وبالتالي فلا بأس بتعدد الأديان لدى كثير من الأفراد والمجتمعات.

والذين يعتقدون بأن هناك حقيقة واحدة ودينًا واحدًا فحسب لهم أن يؤمنوا بتلك الديانة، ولكن الواجب عليهم أن يحترموا الديانات الأخرى؛ لأنها تأتي بفوائد عظيمة لأتباعها. من أجل ذلك فأنا شخصيًّا أعجب بالأديان كلها وأقدِّرها وأحترمها: الإسلام والمسيحية واليهودية والهندوسية.

يعتبرني بعض المسيحيين مسيحيًّا جيدًا، كما أني أعتبر بعض المسيحيين بوذيين جيدين. وأنا أرحب بجميع الأخلاق المسيحية: المغفرة والرحمة والإحسان وما إلى ذلك . وأنا أعتقد أن العلة والمعلول هما أساسا الدين، بينما يعتقد المسيحيون أن تصور الإله هو أساس الدين. وأنا أخبر هؤلاء أن الاعتقاد بمبادئ النشأة المترابطة (dependent arising) والفجوة (voidness [emptiness]) هما من العقائد الخاصة بنا وليس بكم، فلا ينبغي أن تهتموا بها أنتم. ولكن التعاليم الأخرى كالتي تتعلق بالحب والرحمة فهي مشتركة بيننا جميعًا، وهذه التعاليم المشتركة هي أساس التوافق بيننا.

Top